بَيانٌ صادِرٌ عنِ التَّجَمُّعِ السِّياسِيِّ لِلمُوَحَّدِين الدُّرْوزِ في أُورُوبّا

نُعْلِنُ نحنُ أبناءَ السُّوَيْداءِ في المُغْتَرَبِ رَفْضَنا الكامِلَ لِما يُسَمّى حَمْلَةَ «السُّوَيْداءُ مِنّا وفينا»، التي تُسَوِّقُ زَيْفًا كمُبادَرَةِ دَعْمٍ إِنْسانيٍّ، بينما هَدَفُها الحقيقيُّ هو تَبْيِيضُ صُورَةِ سُلْطَةِ الأمرِ الواقِعِ، واستِغْلالُ دِماءِ شُهَدائِنا سِياسِيًّا.

دَمُنا ليسَ لِلْبَيْعِ، ودَمُ شُهَدائِنا ليسَ أداةً لِلمُساوَمَةِ أوِ الدِّعايةِ.

مُنْذُ 13 تَمُّوز/يوليو 2025 تَتَعَرَّضُ السُّوَيْداءُ لِحَمْلَةِ إِبادةٍ جَماعِيَّةٍ مُنَظَّمَةٍ نَفَّذَتْها سُلْطَةُ الأمرِ الواقِعِ، شَمِلَتِ القَتْلَ والاغْتِصابَ والتهجيرَ والحِصارَ وتَدْميرَ البُنى التَّحْتِيَّةِ.

ومُنْذُ كانُونِ الأوَّل/ديسمبرَ الماضي، فُرِضَ حِصارٌ إِنسانيٌّ خانِقٌ عَقِبَ فَشَلِ مُحاوَلاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ لِغَزْوِ المَدِينَةِ، تَلاهُ تَضْيِيقٌ واسْتِهْدافٌ مُنَظَّمٌ، وتَغْييبٌ قَسْرِيٌّ وإِعْدامُ مِئاتِ المَدَنِيِّينَ في السُّوَيْداءِ ومَناطِقَ دُرْزِيَّةٍ أُخْرى.

إِنَّ إِطْلاقَ الحَمْلَةِ مِن قَرْيَةِ «الصُّورَةِ الكَبِيرَةِ» وهي قَرْيَةٌ مَنْكُوبَةٌ ومَسْلُوبَةٌ ومُدَنَّسَةٌ بِوُجودِ الغُزاةِ بَعْدَ تَهْجِيرِ أَهْلِها قَسْرًا – يَكْشِفُ زَيْفَ هذِهِ المُبادَرَةِ التي تُسْتَخْدَمُ لِشَرْخِ الصَّفِّ الدّاخِلِيِّ، وخِدْمَةِ أَجَنْداتِ سُلْطَةِ الأمرِ الواقِعِ وأَتْباعِهِم مِنَ الإرْهابيِّينَ والخَوَنةِ والمأجورينَ.

نحنُ التَّجَمُّعَ السِّياسِيَّ لِلمُوَحَّدِين الدُّروْزِ في أُورُوبّا نُؤَكِّدُ ما يَلي:

1. نَرْفُضُ رَفْضًا قاطِعًا هذِهِ الحَمْلَةَ التي تُسْتَخْدَمُ لِتَبْرِئَةِ المَسْؤولينَ عنِ الجَرائِمِ، وتَضْلِيلِ الرَّأيِ العامِّ، والتَّعْتيمِ المُتَعَمَّدِ على سِلْسِلَةِ المَجازِرِ المُنَظَّمَةِ والانْتِهاكاتِ الجَسيمةِ وجَرائِمِ الإِبادةِ ذاتِ الطّابِعِ الطّائِفيِّ التي ارْتُكِبَتْ بِحَقِّ أبناءِ السُّوَيْداءِ، والتي اسْتَهْدَفَتْ وُجودَهُم وهُوِيَّتَهُم وحَقَّهُم في الحَياةِ والكرامةِ. إِنَّ هذِهِ الجَرائِمَ لَيْسَتْ حَوادِثَ فَرْدِيَّةً عابِرَةً، بل هي جُزْءٌ مِن سِياسَةٍ مُنَظَّمَةٍ تَسْعى إلى كَسْرِ إِرادَةِ المُجْتَمَعِ المَحَلِّيِّ في السُّوَيْداءِ، وَسَطَ صَمْتٍ دُوَلِيٍّ مُريبٍ، ومُحاوَلاتٍ مَحَلِّيَّةٍ لِتَزْيِيفِ الوَاقِعِ وتَلْمِيعِ صُورَةِ الجُناةِ. دَمُنا ودَمُ شُهَدائِنا ليسَ لِلْبَيْعِ أوِ الاسْتِغْلالِ السِّياسِيِّ، دَمُ شُهَدائِنا رَسَمَ طَرِيقَ الحُرِّيَةِ والاسْتِقْلالِ.

2. مُواثِيقُ حُقوقِ الإِنْسانِ تَكْفُلُ فَكَّ الحِصارِ، وكَشْفَ مَصِيرِ المُغَيَّبِين قَسْرًا مِن أَهْلِنا وشَبابِنا وحَرائِرِنا، ووقْفَ جَرائِمِ الإِبادةِ الطّائِفِيَّةِ بِحَقِّ الدُّرُوزِ في السُّوَيْداءِ وكُلِّ مَكانٍ.

لَقَدْ أَعْلَنّا القَطيعَةَ مع بِيئَةِ الإرْهابِ والتَّطَرُّفِ المُتَمَثِّلَةِ بِسُلْطَةِ الأمرِ الواقِعِ في دِمَشْقَ، ونَتَمَسَّكُ بِحَقِّنا في تَقْرِيرِ مَصِيرِنا والاسْتِقْلالِ الكامِلِ، العَيْشِ بِحُرِّيَةٍ، والكَرامَةِ والسَّلامِ وَفْقَ قِيَمٍ إِنْسانِيَّةٍ تَرْفُضُ القَتْلَ والتَّكْفِيرَ.

لا لِغَسْلِ أَيْدِي المُعْتَدِين.

لا لاسْتِغْلالِ الدَّمِ.

دَمُ أبناءِ السُّوَيْداءِ ليسَ لِلْبَيْعِ.

التَّجَمُّعُ السِّياسِيُّ لِلمُوَحَّدِين الدُّرْوزِ في أُورُوبّا

8 / 10 / 2025


رد واحد على “دماء أبناء السويداء ليست للبيع”

  1. الصورة الرمزية لـ Motaz HATEM
    Motaz HATEM

    ادعم هذا البيان وبشدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *